هل بدأ عصر "التخلي عن الدولار"؟ التاريخ يعيد نفسه، ووارن بافيت يرسل إشارة تحذيرية صامتة!

في عالم يتزايد فيه القلق بشأن المسار المالي للولايات المتحدة، عادت إلى الواجهة واحدة من أكبر المخاوف التي تواجه النظام المالي العالمي: "التخلي عن الدولار" (Dedollarisation). الرسم البياني لمؤشر الدولار على مدى 50 عامًا يظهر نمطًا تاريخيًا مقلقًا، حيث تشير التحركات السعرية إلى أننا قد نكون في بداية دورة هبوط طويلة الأمد للدولار، مشابهة لتلك التي شهدناها في الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وما يزيد من خطورة هذه الإشارة هو أن المستثمر الأكثر حكمة في العالم، وارن بافيت، قد بدأ يتخذ خطوات عملية للتحوط من هذا الخطر، معبرًا بصراحة عن قلقه من أن "السياسة المالية الأمريكية تخيفه".

1. أولًا: تشريح النمط التاريخي - دورات الضعف التي تستمر لسنوات

الرسم البياني لمؤشر الدولار يوضح دورتين رئيسيتين من الضعف الهيكلي في الماضي:

دورة 1985-1988: شهدت هذه الفترة تراجعًا حادًا في قيمة الدولار.

دورة 2002-2008: تكرر نفس السيناريو مع موجة هبوط أخرى استمرت لست سنوات.

هل نحن في بداية دورة 2025-2028؟ النمط الحالي، الذي يظهر تشكل قمة رئيسية وفشلًا في اختراق مستويات المقاومة، يشبه بشكل مخيف بداية الدورات الهابطة السابقة، مما يثير تساؤلاً حول ما إذا كنا في بداية دورة ضعف جديدة قد تستمر لعدة سنوات.

2. ثانيًا: "حكيم أوماها" يتحدث - اعتراف بافيت الصريح

في اجتماعه السنوي الأخير، لخص وارن بافيت الحقيقة الأبدية للمال الحكومي بكلمات بسيطة لكنها عميقة:

"ميل الحكومات هو إلى تخفيض قيمة عملتها مع مرور الوقت - لا يوجد نظام يتغلب على ذلك". هذا اعتراف صريح بأن أي عملة ورقية غير مدعومة بأصل حقيقي مصيرها الحتمي هو فقدان القوة الشرائية.

"السياسة المالية الأمريكية تخيفني": عندما يقول المستثمر الأكثر نجاحًا في التاريخ، والذي بنى ثروته على الرهان على نجاح أمريكا، إن السياسة المالية لبلاده "تخيفه"، فهذه إشارة لا يمكن تجاهلها. إنه يرى بوضوح أن الدوافع السياسية تدفع نحو المزيد من الإنفاق والديون، مما سيزيد حتمًا من الضغط على قيمة الدولار.

3. ثالثًا: الأفعال أبلغ من الأقوال - تحوط بافيت "الصامت"

على الرغم من أن بافيت لم "يهرب" من الدولار، إلا أن أفعاله الأخيرة تظهر أنه بدأ في بناء "قوارب نجاة" في أماكن أخرى.

الرهان على الين الياباني: قامت شركة بيركشاير هاثاواي بزيادة استثماراتها بشكل كبير في اليابان، ممولة هذه الاستثمارات عن طريق إصدار سندات بالين الياباني.

تصحيح مهم: من المهم الإشارة إلى أن حجم هذه الاستثمارات (حوالي 35 مليار دولار) لا يزال يمثل جزءًا صغيرًا من الكومة النقدية الضخمة لبيركشاير، التي بلغت رقمًا قياسيًا يناهز 382 مليار دولار في أواخر عام 2025. الغالبية العظمى من هذه السيولة لا تزال مستثمرة في أصول مقومة بالدولار، مثل سندات الخزانة الأمريكية.

ماذا يعني هذا؟ يعني هذا أن بافيت لم يتخلَ عن الدولار بعد، لكنه بدأ في تنويع رهاناته بشكل استراتيجي. إنه يضع "بوليصة تأمين" في حال تدهورت الأمور في الولايات المتحدة.

باختصار، نحن نشهد تزامنًا مقلقًا بين الإشارات الفنية التاريخية التي تنذر بضعف الدولار، والتحذيرات الصريحة من حكماء الاستثمار مثل وارن بافيت، والخطوات العملية التي يتخذونها للتحوط. على الرغم من أن نهاية هيمنة الدولار قد لا تكون وشيكة، إلا أن "بذور الشك" قد زُرعت، وبدأ "المال الذكي" في الاستعداد لمستقبل قد لا يكون فيه "الملك دولار" هو الملك المطلق.

السؤال الأكبر الآن: هل سيؤدي المسار المالي الحالي للولايات المتحدة حتمًا إلى تآكل مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية، أم أن غياب البديل الحقيقي سيضمن بقاء هيمنته لسنوات قادمة؟ شاركنا تحليلك. 👇

#الدولار #التخلي_عن_الدولا #وارن_بافيت #اقتصاد #تحليل_الأسواق