سجّل الذهب والفضة مستويات قياسية جديدة، في وقت تواصل فيه العملات المشفّرة، وعلى رأسها بيتكوين، التحرك بحذر بعيدًا عن موجة الصعود، مع تصاعد توجه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن وسط ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي.
وارتفعت أسعار الذهب والفضة يوم الاثنين 22 ديسمبر، بدعم من توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأميركية، وتراجع الدولار، واستمرار الطلب القوي على الأصول الآمنة. ووفق بيانات Gold Price، صعد الذهب الفوري بنسبة 1.61% ليبلغ 4,412 دولارًا للأونصة، فيما قفزت الفضة بنسبة 3.3% لتسجل مستوى تاريخيًا عند 69.44 دولارًا.
ومنذ بداية العام، حقق الذهب مكاسب تقارب 67% مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية وعمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية، إلى جانب آمال بتيسير السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة. في المقابل، ارتفعت الفضة بنحو 138% منذ مطلع العام، بدعم من تدفقات استثمارية قوية واستمرار قيود المعروض. كما لحقت معادن أخرى بالموجة الصاعدة، إذ ارتفع البلاتين 4.3% إلى 2,057 دولارًا، وصعد البلاديوم 4.2% إلى 1,786 دولارًا.
في المقابل، لم تُظهر أسواق العملات المشفّرة تفاعلًا مماثلًا، إذ يتداول بيتكوين حاليًا في نطاق يتراوح بين 86,000 و89,000 دولار، أي أقل بنحو 30% من ذروته المسجلة في أوائل أكتوبر 2025، مع تراجع شهية المستثمرين للمخاطر وتأثر السوق بضعف أسواق الأسهم.
وتاريخيًا، غالبًا ما يقود الذهب موجات الصعود في فترات القلق الاقتصادي، بينما تتأخر استجابة بيتكوين، التي تميل إلى التحرك لاحقًا مع تحسّن السيولة وعودة الإقبال على الأصول الأعلى مخاطرة. وتشير تجارب سابقة إلى أن بيتكوين سجّل مكاسب قوية بعد أسابيع من بلوغ الذهب قممه، وليس بالتزامن معها

