من أكثر العناوين اللي تنتشر بسرعة: “حصة الدولار تهبط.. إزالة الدولار تتسارع”. لكن بيانات صندوق النقد الدولي (COFER) تعلّمنا قاعدة ذهبية: مو كل تغيّر بالنِسَب يعني قرار بيع/شراء من البنوك المركزية. أحيانًا القصة كلها اسمها “تقييم سعر الصرف”.
شنو هو COFER وليش مهم؟
COFER هو تقرير يتابع تكوين احتياطيات النقد الأجنبي الرسمية عبر عشرات الاقتصادات. المستثمر اللي يراقب الماكرو والكريبتو يهتم به لأن الاحتياطيات تعكس:
شنو العملات اللي تعتبرها البنوك المركزية “مخزن سيولة”
وشلون يتغيّر هذا التوازن عبر الزمن
وهنا يجي الفخ: النِسَب ممكن تتغيّر حتى لو المحافظ ما تحركت.
شنو اللي صار بالربع الثاني 2025؟
بالربع الثاني 2025 ظهرت أرقام تقول إن حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية نزلت إلى 56.32%. هذا رقم يفتح الباب لروايات كبيرة. لكن لما نقرأ التفاصيل:
جزء ضخم من النزول كان بسبب حركة العملات مو بسبب قرارات المحافظ.
بحسب التحليل، حوالي 92% من الانخفاض كان مدفوعًا بتأثيرات سعر الصرف، وليس إعادة تخصيص نشطة.
يعني شنو؟ يعني الدولار ضعف مقابل عملات رئيسية، فالنسبة “على الورق” تتغير حتى لو البنك المركزي ما باع دولار واحد.
وين الدليل؟ “الأرقام المعدّلة”
الاختبار الحقيقي هو: شنو يصير لو “ثبّتت” سعر الصرف حتى تشوف التغيير الفعلي بالمحافظ؟
عند أسعار صرف ثابتة، حصة الدولار تنخفض هبوطًا طفيفًا جدًا إلى 57.67% فقط.
هذا الفرق مهم لأنه يقول: البنوك المركزية حافظت إلى حد كبير على مراكزها بالدولار، ورواية الهروب الكبير من الدولار “مبالغ بها” إذا اعتمدت على الرقم الخام فقط.
ليش أصلاً صار هذا التشوه؟
لأن النصف الأول من 2025 شهد تراجع قوي بالدولار (ومنه تحركات لافتة بمؤشر DXY)، ومع الربع الثاني تحديدًا:
الدولار تراجع تقريبًا 7.9% مقابل اليورو
وتراجع 9.6% مقابل الفرنك السويسري
هذا وحده كافي يغيّر “القيمة النسبية” للاحتياطيات المقومة بمختلف العملات، وبالتالي يحرّك نسب COFER حتى بدون تغيير بالمحفظة.
طيب واليورو؟ مو صعد؟
بالرقم الخام، حصة اليورو بدت وكأنها ارتفعت إلى 21.13% (زيادة تقارب 1.13 نقطة).
بس نفس الفكرة تتكرر: الارتفاع كان نتيجة تقييم عملة.
وعند تثبيت أسعار الصرف، يظهر إن التغيير الحقيقي طفيف جدًا وقد يميل لانخفاض بسيط—يعني ماكو “تحوّل كبير” نحو اليورو كما توحي العناوين.
شنو علاقة هذا بالكريبتو؟
بعض المستثمرين يربطون بين “إزالة الدولار” وبين ارتفاع بيتكوين كتحوط. بس COFER المعدّل يلمّح إلى شيء أوضح:
حتى مع ضعف الدولار وتقلباته، البنوك المركزية ما تركت الدولار فعليًا
لأن إدارة الاحتياطيات تركّز على: السيولة، العمق، وقابلية الاستخدام
وهذه نقاط الدولار ما زال قوي بها عالميًا.
المغزى لمتابع الكريبتو:
لا تبني توقعاتك على عنوان “الدولار ينهار” فقط. راقب الأرقام المعدلة لأنها هي اللي تبيّن التغيير الحقيقي بالمحافظ، مو تغيّر القيمة بسبب سعر الصرف.
الخلاصة
COFER ما يقول إن الدولار “لا يتغير” للأبد، لكن يقول إن قراءة الاتجاه لازم تكون بهدوء وبسياق. النزول الظاهري بحصة الدولار قد يكون “ضجيج تقييم”، بينما التغيير الحقيقي أبطأ وأصغر بكثير.
❓ سؤالي إلك: أنت عادة تتابع الأرقام الخام… لو تحب أشوف لك دائمًا النسخة “المعدّلة بسعر الصرف” حتى تكون القراءة أدق؟