#
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسميًا ، عن إطلاق برنامج بطاقة ترامب الذهبية ، وهو مسار هجرة جديد يسمح للأفراد الأثرياء والشركات بالحصول على إقامة دائمة في الولايات المتحدة مقابل رسوم مالية باهظة، في خطوة تهدف إلى جذب الاستثمارات و"الكفاءات" وفقًا لوصف الإدارة.
🏛️ خلفية البرنامج والإطار القانوني
جاء الإعلان الرسمي عن البطاقة الذهبية بعد شهور من التخطيط:
· الإعلان الأول: كشف الرئيس ترامب عن الفكرة لأول مرة في فبراير/شباط 2025.
· الأمر التنفيذي: وقّع ترامب في 19 سبتمبر 2025 أمرًا تنفيذيًا رسميًا (رقم 14351) يأمر بإنشاء البرنامج. ويوجه الأمر ثلاث وزارات (التجارة، الأمن الداخلي، الخارجية) لتنفيذه في غضون 90 يومًا.
· الهدف المعلن: نص الأمر التنفيذي على أن البرنامج يهدف إلى "إعطاء الأولوية لقبول الأجانب الذين سيفيدون الأمة بشكل إيجابي"، بما في ذلك رواد الأعمال والمستثمرون الناجحون، وذلك في إطار سياسة أوسع لتقييد أشكال الهجرة الأخرى.
💰 التفاصيل المالية وأنواع البطاقات
يتكون البرنامج من مستويات مختلفة، كل منها مرتبط بمبلغ مالي محدد:
• البطاقة الذهبية للأفراد
· التكلفة: مليون دولار يتم دفعها كـ "هبة غير مقيدة" لوزارة التجارة الأمريكية.
· رسوم المعالجة: 15,000 دولار رسوم غير قابلة للاسترداد.
· الميزة: الحصول على إقامة دائمة (بطاقة خضراء) عبر تأشيرات "EB-1" أو "EB-2" المخصصة عادة لأصحاب القدرات الاستثنائية أو المؤهلات العالية.
• البطاقة الذهبية للشركات
· التكلفة: مليوني دولار تدفعها الشركة لرعاية موظف أجنبي.
· رسوم المعالجة: 15,000 دولار.
· الميزة: تسريع عملية حصول الموظف المرغوب على الإقامة الدائمة للعمل في الشركة الأمريكية.
📝 إجراءات التقديم والموعد المتوقع
يفتح الموقع الإلكتروني الرسمي للبرنامج (trumpcard.gov) باب التقديم اعتبارًا من تاريخ الإعلان (10 ديسمبر 2025).
مراحل التقديم:
1. دفع الرسوم: دفع رسوم المعالجة البالغة 15,000 دولار عند التقديم.
2. الفحص الأمني: تخضع الطلبات للتدقيق والفحص الأمني من قبل وزارة الأمن الداخلي.
3. السداد النهائي: في حال الموافقة المبدئية، يجب على المتقدم دفع المليون دولار (أو المليونين للشركات).
4. مقابلة التأشيرة: يجب حضور مقابلة في السفارة أو القنصلية الأمريكية وتقديم أية مستندات إضافية.
• المدة المتوقعة: تشير الحكومة إلى أن العملية برمتها قد تستغرق أسابيع فقط للحصول على الإقامة الدائمة، وهي مدة تعتبر "قياسية" مقارنة بالمسارات التقليدية التي تستغرق سنوات.
🎯 الأهداف والإيرادات المتوقعة
تقدم الإدارة الأمريكية هذا البرنامج كمشروع يحقق عدة أهداف:
· جذب رأس المال والكفاءات: يُقدم البرنامج كوسيلة لجذب أصحاب الثروات والأفراد "الاستثنائيين" لتعزيز الاقتصاد الأمريكي، ومساعدة الشركات على الاحتفاظ بالطلاب الأجانب المتفوقين بعد تخرجهم.
· تمويل الخزينة العامة: يتوقع مسؤولون، استنادًا إلى تقديرات وزارة التجارة، أن يُدر برنامج البطاقة الذهبية أكثر من 100 مليار دولار، بينما قد يحقق برنامج البطاقة البلاتينية حوالي تريليون دولار للإيرادات الفيدرالية. وصرح وزير التجارة هوارد لوتنيك في فبراير أن الخطة قد تجمع حتى تريليون دولار لسداد الدين الوطني.
⚖️ الجدل والانتقادات القانونية
واجه البرنامج انتقادات حادة من خبراء الهجرة والمعارضين السياسيين، أبرزها:
· مشاكل قانونية: يشكك خبراء في شرعية إنشاء البرنامج عبر أمر تنفيذي، حيث أن إنشاء مسار تأشيرة جديد يحتاج عادة إلى موافقة الكونغرس وإقرار قانون. ويحذرون من أن أي حكم قضائي لاحق بعدم قانونية البرنامج قد يعرض أموال المتقدمين للخطر وقد يؤدي حتى إلى إلغاء إقامتهم أو جنسيتهم.
· تحويل مسار التأشيرات: يعتمد البرنامج على تأشيرات "EB-1" و"EB-2" المخصصة لأصحاب الإنجازات العالمية البارزة (كالفائزين بجائزة نوبل) أو حاملي الشهادات المتقدمة. ويعتبر النقاد أن تحويلها إلى مسار يعتمد على الثروة فقط يحرم الأشخاص الذين صُممت هذه التأشيرات لأجلهم، ويُضعف الاقتصاد على المدى الطويل.
· انتقادات أخلاقية وسياسية: يرى منتقدون أن البرنامج يخلق نظام هجرة على أساس الثروة، في وقت تشدد الإدارة السياسات ضد طالبي اللجوء والمهاجرين القادمين من دول فقيرة. كما أثار تصريح ترامب عن انفتاحه على منح البطاقات لأثرياء روس ("أوليجارشيين") مخاوف فساد محتملة
• الولايات المتحدة (برنامج EB-5 التقليدي):استثمار (800,000 - 1,050,000 دولار) مع خلق 10 وظائف.
ما يميز برنامج ترامب هو طبيعة الدفع كـ "هبة" مباشرة للحكومة، دون اشتراط استثمار في مشروع تجاري أو خلق فرص عمل محدد كما في برنامج "EB-5" الأمريكي التقليدي.
🔮 الخلاصة والتوقعات المستقبلية
يُمثل إطلاق "بطاقة ترامب الذهبية" نقلة نوعية في سياسة الهجرة الأمريكية، من خلال فتح باب الهجرة الدائمة للأثرياء مقابل مساهمة مالية مباشرة. بينما تروج الإدارة له كمصدر للإيرادات وآلية لجذب الكفاءات، فإنه يثير أسئلة جوهرية حول العدالة والشرعية والاتجاه المستقبلي لمجتمع الهجرة في الولايات المتحدة. يُتوقع أن تظل التحديات القانونية والمزيد من التفاصيل التنفيذية في صدارة المشهد في الأشهر القادمة.
